أفتكر أول لما جيت هنا كنت مبهور بالجمال و النظافة والإلتزام بقى حاجات الواحد شافها قليل جدا في مصر يعني واحد يقولك في مصر هقابلك الساعة 8 صباحا ممكن يفتكر الميعاد على الساعة 8 باليل و طبعا مش كل إلي في مصر بس فيه .
و طبعا كان عجبني جدا نظام الإشارات بتاعة المشاه تحمر تقف تخضر تعدي و فيه أماكن كانت مفيهاش الإشارات ديه بس فيها خط عبور المشاه بس ، فطبعا متعود في مصر على إن العربيات تعدي الأول و بعد كده لما الشارع يفضى أعدي ده لو فضى و كان أغلب الأحوال في مصر محاولات الإنتحار قصدي تعدية الشارع . بس هنا بقى حاجة تانية كنت واقف مستني العربيات تعدي عشان أعدي بس لاقيت مفاجأة إن العربيات بتقفلي عشان أنا أعدي كنت في قمة الفخر إن سواقيين العربيات شايفين إن فيه واحد هيعدي فيقفله على طول .
فكنت في الأول أتمشى في الشوارع بقى و مستغرب إيه ده ده فيه ناس عايشة كبني أدمين البوليس ماشي في حاله مش متوقع منه ييجي و يوقفك و ينزل فيك ضرب عشان تتطلع البطاقة بس و بعد كده يكمل عليك ، لا ماشيين في حالهم حاجة تحفة .
بعد كده إبتديت أشوف السوبر ماركت لاقيت إن السوبر ماركت رحلة لواحدها أدخل المحل من دول ممكن أقضي اليوم كله ماشي أشوف إيه مأكولات الفضاء ديه و طبعا كانت المشكلة الكبيرة اللغة فكنت بجيب الحاجات الشبيهه بلي أعرفه و طبعا ياما إتدبست في حاجات مش عارفها و ياما كان فيه حاجات شكلها تحفة و طعمها يع يع يع خرة .
كان اول شهر تحفة و كان فيه مشكلة تانية مكنتش أعرف أشتري تذكرة المواصلات لإن فيه ألة غريبة تقطع منها و كام واحد مصري أقابلهم و أطلب منهم إن حد يفهمني أشغلها إزاي الألة الغريبة ديه بس على كل حال كانوا بييجوا عند التعليم و يكونوا مشغولين المهم مرت الأيام و إتعلمت إزاي أشغل الألة العجيبة ولسه محتفظ بأول تذكرة أقطعها لأن ليها موقف خلاني أتعلم إزاي أشغل الألة ديه ، مسكني ناس كده مش فاهم منهم حاجة في الأخر فهمت إن هما مفتشين شغلتهم يعملوا تفتيش في المواصلات فجأة و يشوفوا التذاكر و طبعا مكانش معايا تذكرة أصلا المهم دفعوني غرامة تعادل 20 تذكرة بس إستفدت إنهم علموني إزاي أشغل الألة العجيبة .
و طبعا عشان تمن التذكرة غالية قلت أشوف تذاكر كده رخيصة أدور كده في الألة ديه و أشوف انهيه زرار أدوس عليه و يكتبلي تمن رخيص المهم لاقيت حاجة سحر تذكرة بإتجاهين و أرخص بكتير من التذكرة العادية يعني أروح و أرجع و بتمن اقل ذكي جدا !!!! و بقيت بقى من كبار قاطعي التذاكر لغاية لما قابلني الناس اللطاف بتوع التفتيش و بقه بطلع التذكرة بكل إفتخار و لاقيته بيقولي التذكرة ديه بتاعت الحيوانات مش البني أدمين و طبعا زاي الشاطر دفعت الغرامة و كمان كل إلي حولايا فطسوا من الضحك قمة الإحراج بس أحب أعترف إني كنت ذكي إكتشفت تذكرة حيوانات رخيصة .
أفتكر كمان إني لما جيت هنا كان بداية فصل الشتاء فكانت الدنيا لسه مبقيتش ساقعة و قلت إيه إلي فيها ده في مصر كان فيه أيام بتبقى تلاجة بس مش مشكلة أنا متعود جت أيام الشتا و يا سلام كانت عاملة زاي ما يكون الواحد قاعد في الفريزر بتاع التلاجة و كنت قايل إني مستعد كنت بلبس اللبس بالكمية عشان مسقعش لدرجة إني لما كنت بمشي في الشارع أبقى مش قادر أمشي بسرعة من كتر الهدوم إلي مكتفاني و يا سلام و أنا بركب المواصلات بتحس بتعاون الناس يبقى فيه ناس بتشد من فوق و ناس بتدفع من تحت عشان أركب المواصلات و طبعا ده مش عشان المساعدة ده بينجزوا عشان هما كمان يركبوا المواصلات عشان معطلهمش و طبعا كانوا بيبرطمو و أنا مش فاهم أي حاجة و على طول مبتسم .
كل الأيام ديه وقتها كانت أيام سواد و دلوقتي أفتكرها و أضحك لما أبقى خلاص هموت ، أيام كنت بلعن نفسي ألف مرة في اليوم بسبب إن أنا مش فاهم و مش عارف و مش متعود ده غير أسباب تانية كان نفسي إن أنا أكون مولود و عايش في بلد كده نظيفة ورايقة و كل واحد في حاله كان نفسي كان نفسي !!!!!!!!!