أسرار تنشر لأول مرة عن مبارك
طبعاً عنوان شيق في جريدة الموجز، دخلت و قريت التالي:
بداية قمت بتأليف كتاب (عرفت السادات) وتعتزم اصدار كتاب بعنوان (عرفت مبارك).. فكيف عرفت مبارك؟؟؟.
- بحكم صداقتي بالرئيس السادات دائماً أجالسه.
وكانت أفضل الجلسات معه في بيت أبوالكوم كل خميس وجمعة بعيداً عن المسئوليات والرسميات، وحقيقة كان لا يخفي عني أي شيء.
وذات مرة كنت جالساً معه، وكان وقتها نائباً لعبد الناصر في حديقة منزله بالهرم، ووجدت ضابطاً وسيماً يدخل علينا ويعطي التحية العسكرية، ثم تنحيا جانباً وظلا يتحدثان سوياً، وبعد انتهاء حديثهما انصرف، وجاءني السادات وقال لي: إنه ضابط طيار (بلدياتي) من كفر مصيلحة اسمه حسني مبارك، ولن أخبي عليك يا محمود أن هذا الضابط كلفه عبدالناصر بالقيام بمهمة في جزيرة آيبي بالسودان، حيث كان هناك خلاف بين أنصار المهدي والحزب الوطني الاتحادي بالسودان وكان خلافا سياسيا فاستعان الحزب الوطني الاتحادي بالرئيس جمال عبدالناصر، فأمر عبدالناصر حسني مبارك بأن يقوم بطلعة جوية علي جزيرة آيبي المقيم عليها أنصار المهدي.
والسادات قال لي: إن حسني مبارك هيضرب هذه الجزيرة، وفعلاً قام بهذه المهمة حيث إن جزيرة أيبي لا يوجد بها سلاح ولا عسكر فكان سكان هذه المنطقة مدنيين آمنيين، وأبيد منهم علي يد حسني مبارك الآلاف وهذه أعتبرها الطلعة الجوية الأولي لحسني مبارك الذي قام بها بنفسه وليست الطلعة الجوية في 73 ضد إسرائيل.
فهذه قام بها شباب الطيران، وقتها كان يجلس حسني في مكتبه بمدينة نصر وهو لم يتحرك في حرب أكتوبر نهائياً من دار القوات الجوية، فلذلك فأنا أعتبر أن الطلعة الجوية الأولي الحقيقية لحسني مبارك هي التي أباد فيها الآلاف من المدنيين العزل من أنصار المهدي في السودان.
وهذه المرة الأولي التي قابلت فيها حسني مبارك، والمرة الثانية التي قابلت فيها مبارك يوليو 1970 وأصيب وقتها السادات بجلطة قلبية وكان يعالجه الدكتور محمد عطية أستاذ القلب وأنا كنت أنفذ العلاج وأثناء مرض السادات كانت الزيارة ممنوعة وجيهان وأولادها كانوا في أوروبا.
حينها ووجدت حسني مبارك قادماً إلينا حيث كنت متواجدا بشكل دائم مع السادات خلال هذه الأيام وطلب مني رؤية السادات فقلت له الزيارة ممنوعة فقال لي أبلغ الرئيس عني ووافق السادات علي دخوله وقام بزيارة السادات فعلاً.
والمرة الثالثة التي رأيت فيها حسني مبارك بعد حرب أكتوبر أثناء تأدية واجب العزاء للشهيد عاطف السادات بميت أبوالكوم وجلس بجواري حسني مبارك في سرادق العزاء وظللت نتحدث سوياً بعض الوقت.
- وما هي أسباب اختيار السادات حسني مبارك نائباً له؟
ذات مرة أثناء جلستي مع السادات قال لي: وقتها إن هناك قرارا يدور في رأسه ومقتنع به ويريد تنفيذه، فقلت له ما هذا القرار؟ فقال أفكر ألا أعين نائباً لي من العسكريين، أنا سأعين نائبا لرئيس الجمهورية من المدنيين حتي أنهي مصر من الحكم العسكري، ففرحت وقتها جداً لدرجة أنني قمت باحتضانه، وقلت له إنك ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنك هتخلص البلد من الحكم العسكري والديكتاتوري ونبهني بعدم الحديث في هذا الأمر مع أحد.(هو السادات كان من المدنيين الثوريين؟؟؟.).
وبعدها بفترة فجأني السادات بقوله إنه سيعين حسني مبارك نائبا لرئيس الجمهورية فصدمت وقلت له (يا نهار أسود) ليه يا ريس؟ قال انه شاب بلدياتنا، وطيب ونقي وبصراحة أنا أحتاج لمن يساعدني، ودخل علينا وقتها كمال الشاذلي وقال له السادات تعالي يا كمال أنا قلت لمحمود جامع اني هاعين مبارك نائبا (قال لي يا نهار أسود).
وذهب الشاذلي يحكي لمبارك عما قلته، وبعد تعيينه نائباً كنت أراه بصفة مستمرة يدخل ويخرج من عند السادات، حتي تم تشكيل الحزب الوطني وتم تعييني عضوا باللجنة العليا للحزب وتعيين حسني مبارك رئيسا لهذه اللجنة..
وبعدها كانت هناك انتخابات نقابة المحامين، ووكلني السادات أنا ومبارك بهذه المهمة لاختيار المرشح المناسب للحزب الوطني واستدعاني حسني مبارك ودخلت عليه المكتب وقال لي: (أنا لا أفهم شيئاً بخصوص انتخابات نقابة المحامين نهائياً اجلس معي لتشرح لي الأمر ونحله سوياً ولأن الرئيس كلمني وأوصاني بتنفيذ ما تقوله لي بحزافيره)، فتحدثنا وقلت إنه لابد أن نعلن أن علي منصور ليس مرشح الحزب الوطني لأن علي منصور يعالج من سرطان الحنجرة بلندن، ونرشح أحمد الخواجة وسكت مبارك وظل يفرك يديه حتي بادرني بعرض أن أعمل معه مديرا بمكتبه، وأتفرغ لهذا العمل مقابل أن يعوضني ويعطيني جميع الإمكانيات فرفضت وبدا عليه الضيق الشديد ولكن لم يكن أمامه سوي كظم غيظه.
وماذا عن الصراعات التي حدثت بين مبارك وباقي أعوان السادات؟
الرئيس السادات كان مهتماً بصحته، وكان يشاهد الأفلام، ورايق ولا يهتم بالقراءة فكان يرمي الحمل كله علي حسني مبارك، بعكس عبدالناصر الذي كان يتابع كل كبيرة وصغيرة، ولا ينام قبل قراءة صحف الغد وسماع النشرات الإخبارية.
ومن هنا عرف مبارك كل التفاصيل وما يدور داخل الدولة، فدبت الخلافات بينه وبين أشرف مروان وذات مرة كنت أسمع أشرف مروان يناديه بصوت عال وهو نائم (يا حسني)، وكان لا يناديه بلقبه مما يدل علي قوة أشرف مروان، وظل أشرف يدعو السادات ويحكي له عن منصور حسن لتعيينه في العلاقات العامة، فقام السادات بتعيين منصور حسن وزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية، ومن بعدها بدأ يظهر منصور حسن بشكل مستمر ودوري في كل مقابلات الرئيس السادات أثناء زيارته للوفود الخارجية والداخلية وبدأ نجم حسني مبارك يأفل.
وظهر تقرير للمخابرات يفيد بأن علاقات مصر والسعودية ليست علي ما يرام بسبب السادات، وإنما لو جاء شخص مثل حسني مبارك لتحسنت العلاقات بين الدولتين سياسياً واقتصادياً، وهذا التقرير أساساً تقرير للمخابرات السعودية تم تسريبه لمصر بواسطة المخابرات الإيطالية، وكان لكمال أدهم مدير المخابرات السعودية وكان صديقا لأشرف مروان يد في وصول هذا التقرير لمصر فذهل السادات وقال إن حسني مبارك بيلعب، فجاء في ذهنه أن يعين نائبا آخر له غير مبارك، وكان منصور حسن الأقرب لذلك، وعرف محمد حسنين هيكل بهذا الأمر فطلب من رئيس جريدة الحوادث اللبنانية نشر تقرير بعنوان (منصور حسن الرجل القادم في مصر) وكذلك الواشنطن بوست وعلم حسني بالأمر فذهب إلي المنزل وقدم استقالته، وكان هيكل لا يحب حسني مبارك حيث كانت هناك خلافات بينهما وتفاقم الخلاف بعد اصرار مبارك علي أن يكون هيكل واحداً من معتقلي سبتمبر، وهذا سر العداء الشديد بينهما حتي الآن وهذا السر لا يعرفه إلا قلة.
ما الذي حدث وجعل السادات يعدل عن تنفيذ مخططه؟
عندما ذهب السادات للمنطقة الشمالية، وجلس مع ضباط القوات المسلحة شعر بتعاطفهم مع حسني مبارك، واستشعر السادات شيئاً ما فقرر أن يعيد حسني مبارك إلي منصبه كنائب، فذهب إليه في منزله وطلب منه سحب الاستقالة وفي المقابل اشترط حسني إلغاء القرار 119 الذي كان ينص علي أن (بوستة) رئيس الجمهورية تعرض عليه من خلال منصور حسن، ووافق السادات علي ذلك فقام بتعديل وزاري من سطر واحد بإلغاء منصب وزير الدولة لشئون الرئاسة، وعرض علي منصور حسن منصب وكيل مجلس الأمة تمهيداً لتعيينه رئيساً للوزراء، ورفض منصور العرض واعترض منصور حسن علي قرار سبتبمر 81 وعلي إثره سافر منصور إلي لندن وبدأ حسني مبارك يتمكن حتي حادثة المنصة.
وكانت لدي حسني عقدة من السادات، بسبب ما كان ينوي عليه السادات من تعيين منصور حسن وكمال علي حسن نائبين له لكي يحدث توازن مع القوات المسلحة، ولكن القدر منعه من ذلك ومن هنا جاءت عقدة مبارك من السادات لأنه كان يعلم جيداً أنه كان ينوي التخلص منه وبعد وفاة السادات أصبح حاقداً علي كل أهله وأصدقائه.
ترددت في كثير من الأحيان أنباء وتقارير تفيد بتورط حسني مبارك في صفقات سلاح وحصوله علي عمولات من ورائها ما هي معلوماتك فيما يخص هذا الشأن؟
بعد وفاة السادات مباشرة الصحف الأمريكية نشرت أن هناك عمولات يتقاضاها حسني مبارك وأبوغزالة وحسين سالم، وذكرت الواشنطن بوست أرقام الحسابات الخاصة بهم في البنوك، وثار حسني مبارك ثورة عارمة وقال: (أنا حسني مبارك لم أفعل ذلك).
ولكن حقيقة الأمر أنه في يناير 1973 جاءني صديق اسمه المهندس صلاح العبد وقال لي: (يوجد عرض لصفقات سلاح بواسطة البسيوني عبدالرحمن وبعدها جاءني ياسين سراج الدين والشربتلي والشوبكشي وبسيوني عبدالرحمن وضابط يدعي كمال حسين وبحوزتهم حقيبتان احداهما بها عينة سلاح كتلة غربية وأخري سلاح كتلة شرقية).
الكتله الغربية كانت قادمة من جنرالات حلف الأطلنطي يسرقونها ويبيعونها لحسابهم وأعطوني اسماءهم وتليفوناتهم ومستعدين لتسليم الأسلحة قبل الدفع في المكان والزمان الذي يختاره السادات وقالوا أبلغ السادات ان عمولتك سنضعها في البنك الذي تريده وبنفس النسبة التي كان يأخذها عبدالناصر كما تعلم، وبعدها كلمت السادات في التليفون وطلب مني الذهاب إليه في اليوم التالي بمفردي وأخذت معي الحقيبتين، واتفقنا علي أن أذهب إلي أوروبا لإتمام الصفقة في حضور المشير أحمد إسماعيل وانفردت بالسادات وسألته عن عمولة عبدالناصر في الأسلحة وعمولته قال (صح يا محمود هم بيتكلموا صح عبدالناصر كان بياخد وأنا باخذ بس كان بيحطها في حساب سري ببنك في سويسرا ولكن لا يعطيها لزوجته وأولاده وإنما كان ينفق منها في أمور خاصة بالأمن القومي للبلد).
أما بخصوص قضية حسين سالم ومبارك فقد تم تأسيس شركة نقل أسلحة المعونة في أمريكا لمصر، وشاركهم في هذه الشركة عصمت السادات ومنير ثابت وأبوغزالة وهي الشركة التي عرفت فيما بعد بالأجنحة البيضاء واختلفوا وحدث لغط كثير وبدأت العملية تنكشف وخرج عصمت من هذه الشركة.
والحقيقة أن السادات كان علي علم بقيام هذه الشركة، ولكن كان هناك رجل خفي في هذه الشركة لم يتحدث عنه أحد قبل ذلك وهو فاروق أبوالعز الملحق العسكري بلندن وابن خالة سوزان مبارك، كان شريكا أساسياً في هذه الشركة اضافة إلي عصمت شقيق الرئيس السادات ومبارك، حصل بالتأكيد من وراء هذه الشركة علي مليارات الدولارات من العمولات، ولكن لم يضعها في خدمة الأمن القومي كما فعل عبدالناصر والسادات ولكن وضعها في خدمة مصالحه الشخصية، وكان هذا أحد أسباب الخلاف مع عصمت السادات بسبب كثرة الأخير انتقاد مبارك.
ومرة أثناء إحياء ذكري رحيل السادات من أمام قبره وكان حاضراً مبارك (بصق) في وجه عصمت وطلب منه عدم الهجوم مجدداً، وهذا ما حدث أيضاً مع السيدة جيهان السادات عندما هاجمت مبارك في صحيفة أمريكية فذهب إليها في المنزل ووبخها وقال لها (أنتم عصابة).
باعتبارك كنت واحداً من الإخوان.. ما قصة مبارك مع الإخوان المسلمين؟
ما لا يعرفه أحد أن الرئيس السابق كان إخوانياً، وهذا ما ذكره بنفسه في خطبة مذاعة اعترف بأنه عندما كان طالبا بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبين الكوم انضم لجماعة الإخوان المسلمين قائلاً: (كنت أواظب علي حضور دروسها وتنظيماتها وتركتها عند دخولي الكلية الحربية).
أما بعد توليه الرئاسة لم يعد يطيقها وكان دائماً المشير أبوغزالة يلح في مسألة عودة الجماعة إلي العمل، وللعلم كان أبوغزالة طوال عمره محباً للإخوان، وعرض علي حسني عودة عمل الإخوان ولكنه رفض حتي لا يغضب الأمريكان، وقال مبارك لأبوغزالة (هات موافقة الأمريكان، وإذا وافقوا نجعلهم يعودوا)، وأبوغزالة رفض الاتصال بالأمريكان وطلب مني أن أقوم بهذه المهمة دون ذكر اسمه وبالفعل اتصلت بالأمريكان ولكنهم رفضوا ومن يومها تم غلق هذا الأمر نهائياً.
ماذا تعرف عن سوزان مبارك والدور الذي لعبته في حكم مصر؟
عندما تولي مبارك رئاسة مصر رفع شعارا غريباً، وهو حرم الرئيس تتفرغ للمنزل والأولاد ولا تظهر في التليفزيون.
وذات مرة جاء أحد الرؤساء لزيارة مصر، وكان معه زوجته وذهب مبارك لاستقباله ولكن الرئيس الضيف أصر علي أن تكون حرم مبارك موجودة في استقبال زوجته، وهنا خضع مبارك لهذا الأمر ووافق علي حضور سوزان، وطلب من المصورين عدم تصويرها نهائياً، وبالصدفة تم تصوير ذيل الفستان وظهر في النشرة الإخبارية بعدها غضب مبارك غضباً شديداً وطلب عدم ظهور ذيل الفستان في النشرة الإخبارية وهذا ما حدث بالفعل.. ولكن بعدها أصبحت سوزان هي الآمر الناهي داخل مصر.
معني كلامك أن مبارك كان محافظاً جداً في بداية حياته؟
مبارك كان في بدايته (قفل ومافيش واحدة من الستات كانت ترضي تبصله)، ولكن أثناء الفترة التي عايشته فيها لم أره يصلي نهائياً وكان بعيدا كل البعد عن الدين، كما أنه كان دائماً ما يحب شرب الخمور وكان يذهب بصحبة المشير أبوغزالة إلي شقة الأخير في مصر الجديدة وكان يطفئ أنوار الشقة حتي لا يعرف أحد سرهما وكانا يشربان هناك ومبارك كان يفضل (الفوتيكا) من أنواع الخمور.
دائماً ما ارتبط عصر الرئيس المخلوع بالتزوير كيف تري هذا الأمر؟
سوف أحكي لك قصة تؤكد أن حسني مبارك كان علي دراية بكل ما يحدث حوله من عمليات تزوير وأنها كانت تتم بأمر منه.
عندما تولي حسني مبارك الرئاسة طلب من فؤاد محيي الدين رئيس مجلس الوزراء تعيين رفعت المحجوب وأحمد كمال أبوالمجد بمجلس الشعب، وكان يهدف حسني من تعيين أبوالمجد ليكون رئيساً لمجلس الشعب، ولكن فؤاد محيي الدين كان متطلعاً لرئاسة مجلس الشعب فرئاسة الوزراء لن تستمر طويلاً واستشعر فؤاد الخطر من أبوالمجد فأسقط اسمه وتم اختيار رفعت المحجوب.
وعندما ذهب حسني مبارك أثناء اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب لإعلان اسم رئيس مجلس الشعب وقال حسني نحن هنا اليوم من أجل تعيين رئيس مجلس الشعب متسائلاً أين رفعت المحجوب؟ فلبي المحجوب النداء ورد مبارك عليه مبروك يا رفعت نحن عيناك رئيساً لمجلس الشعب، وصفق الحضور وباركوا وفجأة قام عضو معارض عن دائرة بني سويف وقال لمبارك: لم تجر العادة إطلاقاً أن يكون رئيس المجلس من المعينين ولابد أن يكون من المنتخبين، وقام حسني مبارك واضعاً إحدي يديه علي جبتهه ملوحاً بها قائلاً: (نعم يا اخويا هو انتم فاكرين انكم جايين بالانتخاب كلكم معينين زورنالكم الانتخابات بعد اختيارنا لكل عضو فيكم أقعد)، وكان هذا الحديث علي الملأ.
أخيراً كيف كانت علاقة مبارك بوالديه وأهل بلدته؟
ذات مرة طلب مني المستشار فكري عبدالحميد وكان محافظاً للمنوفية، وكنت علي علاقة صداقة قوية به حضور مشهد تاريخي وقال لي أنا سأدعو حسني مبارك لزيارة الفصل الذي كان يدرس فيه في مدرسته شبين الكوم الثانوية، وقال: بحثنا عن مدرسية ووجدنا اثنين فقط علي قيد الحياة وطلب مني الذهاب إلي هناك لأشاهد هذا الموقف فقلت لعبدالحميد مبارك لن يوافق علي الذهاب إلي هناك وستلغي الزيارة فرد عبدالحميد لماذا سيلغيها؟ فقلت له مبارك شخص جاحد لأهله وحكيت له قصة مفادها أنه كان لي خال اسمه سيد نصار مدرس رياضيات بمدرسة شبين الكوم الثانوية وكان يدرس لحسني مبارك ومن سوء الحظ أن خالي كان لديه ابن يسمي محمد حسني اسم مركب علي نفس اسم الرئيس وخالي كان يرفض جلوس مبارك بجوار ابنه ويقول له انت طالب بليد ولا تجلس بجوار ابني حتي لا تبهت عليه وكان دائماً يعنف مبارك ويطلب منه أن يقف في آخر الفصل ويرفع يديه طوال حصة الرياضيات وظل هذا طوال العام.
في النهاية ممكن يكون الكلام صح أو غلط معرفش بس كل إلي أعرفه إن مبارك كان أسوأ رئيس مسك مصر، ممكن يكون إلي قبليه كانوا سيئيين زايه بس القدر معطلهمش الفرصة إنهم يقعدوا على الكرسي مدة مبارك!!!!.
بس المشترك إن كل سيء بييجي واحد أسوأ، و في الأخر الشعب بيتعك في الموضوع كله، و الأغرب إن الشعب لم يختار له رئيس!!!.
طبعاً عنوان شيق في جريدة الموجز، دخلت و قريت التالي:
بداية قمت بتأليف كتاب (عرفت السادات) وتعتزم اصدار كتاب بعنوان (عرفت مبارك).. فكيف عرفت مبارك؟؟؟.
- بحكم صداقتي بالرئيس السادات دائماً أجالسه.
وكانت أفضل الجلسات معه في بيت أبوالكوم كل خميس وجمعة بعيداً عن المسئوليات والرسميات، وحقيقة كان لا يخفي عني أي شيء.
وذات مرة كنت جالساً معه، وكان وقتها نائباً لعبد الناصر في حديقة منزله بالهرم، ووجدت ضابطاً وسيماً يدخل علينا ويعطي التحية العسكرية، ثم تنحيا جانباً وظلا يتحدثان سوياً، وبعد انتهاء حديثهما انصرف، وجاءني السادات وقال لي: إنه ضابط طيار (بلدياتي) من كفر مصيلحة اسمه حسني مبارك، ولن أخبي عليك يا محمود أن هذا الضابط كلفه عبدالناصر بالقيام بمهمة في جزيرة آيبي بالسودان، حيث كان هناك خلاف بين أنصار المهدي والحزب الوطني الاتحادي بالسودان وكان خلافا سياسيا فاستعان الحزب الوطني الاتحادي بالرئيس جمال عبدالناصر، فأمر عبدالناصر حسني مبارك بأن يقوم بطلعة جوية علي جزيرة آيبي المقيم عليها أنصار المهدي.
والسادات قال لي: إن حسني مبارك هيضرب هذه الجزيرة، وفعلاً قام بهذه المهمة حيث إن جزيرة أيبي لا يوجد بها سلاح ولا عسكر فكان سكان هذه المنطقة مدنيين آمنيين، وأبيد منهم علي يد حسني مبارك الآلاف وهذه أعتبرها الطلعة الجوية الأولي لحسني مبارك الذي قام بها بنفسه وليست الطلعة الجوية في 73 ضد إسرائيل.
فهذه قام بها شباب الطيران، وقتها كان يجلس حسني في مكتبه بمدينة نصر وهو لم يتحرك في حرب أكتوبر نهائياً من دار القوات الجوية، فلذلك فأنا أعتبر أن الطلعة الجوية الأولي الحقيقية لحسني مبارك هي التي أباد فيها الآلاف من المدنيين العزل من أنصار المهدي في السودان.
وهذه المرة الأولي التي قابلت فيها حسني مبارك، والمرة الثانية التي قابلت فيها مبارك يوليو 1970 وأصيب وقتها السادات بجلطة قلبية وكان يعالجه الدكتور محمد عطية أستاذ القلب وأنا كنت أنفذ العلاج وأثناء مرض السادات كانت الزيارة ممنوعة وجيهان وأولادها كانوا في أوروبا.
حينها ووجدت حسني مبارك قادماً إلينا حيث كنت متواجدا بشكل دائم مع السادات خلال هذه الأيام وطلب مني رؤية السادات فقلت له الزيارة ممنوعة فقال لي أبلغ الرئيس عني ووافق السادات علي دخوله وقام بزيارة السادات فعلاً.
والمرة الثالثة التي رأيت فيها حسني مبارك بعد حرب أكتوبر أثناء تأدية واجب العزاء للشهيد عاطف السادات بميت أبوالكوم وجلس بجواري حسني مبارك في سرادق العزاء وظللت نتحدث سوياً بعض الوقت.
- وما هي أسباب اختيار السادات حسني مبارك نائباً له؟
ذات مرة أثناء جلستي مع السادات قال لي: وقتها إن هناك قرارا يدور في رأسه ومقتنع به ويريد تنفيذه، فقلت له ما هذا القرار؟ فقال أفكر ألا أعين نائباً لي من العسكريين، أنا سأعين نائبا لرئيس الجمهورية من المدنيين حتي أنهي مصر من الحكم العسكري، ففرحت وقتها جداً لدرجة أنني قمت باحتضانه، وقلت له إنك ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنك هتخلص البلد من الحكم العسكري والديكتاتوري ونبهني بعدم الحديث في هذا الأمر مع أحد.(هو السادات كان من المدنيين الثوريين؟؟؟.).
وبعدها بفترة فجأني السادات بقوله إنه سيعين حسني مبارك نائبا لرئيس الجمهورية فصدمت وقلت له (يا نهار أسود) ليه يا ريس؟ قال انه شاب بلدياتنا، وطيب ونقي وبصراحة أنا أحتاج لمن يساعدني، ودخل علينا وقتها كمال الشاذلي وقال له السادات تعالي يا كمال أنا قلت لمحمود جامع اني هاعين مبارك نائبا (قال لي يا نهار أسود).
وذهب الشاذلي يحكي لمبارك عما قلته، وبعد تعيينه نائباً كنت أراه بصفة مستمرة يدخل ويخرج من عند السادات، حتي تم تشكيل الحزب الوطني وتم تعييني عضوا باللجنة العليا للحزب وتعيين حسني مبارك رئيسا لهذه اللجنة..
وبعدها كانت هناك انتخابات نقابة المحامين، ووكلني السادات أنا ومبارك بهذه المهمة لاختيار المرشح المناسب للحزب الوطني واستدعاني حسني مبارك ودخلت عليه المكتب وقال لي: (أنا لا أفهم شيئاً بخصوص انتخابات نقابة المحامين نهائياً اجلس معي لتشرح لي الأمر ونحله سوياً ولأن الرئيس كلمني وأوصاني بتنفيذ ما تقوله لي بحزافيره)، فتحدثنا وقلت إنه لابد أن نعلن أن علي منصور ليس مرشح الحزب الوطني لأن علي منصور يعالج من سرطان الحنجرة بلندن، ونرشح أحمد الخواجة وسكت مبارك وظل يفرك يديه حتي بادرني بعرض أن أعمل معه مديرا بمكتبه، وأتفرغ لهذا العمل مقابل أن يعوضني ويعطيني جميع الإمكانيات فرفضت وبدا عليه الضيق الشديد ولكن لم يكن أمامه سوي كظم غيظه.
وماذا عن الصراعات التي حدثت بين مبارك وباقي أعوان السادات؟
الرئيس السادات كان مهتماً بصحته، وكان يشاهد الأفلام، ورايق ولا يهتم بالقراءة فكان يرمي الحمل كله علي حسني مبارك، بعكس عبدالناصر الذي كان يتابع كل كبيرة وصغيرة، ولا ينام قبل قراءة صحف الغد وسماع النشرات الإخبارية.
ومن هنا عرف مبارك كل التفاصيل وما يدور داخل الدولة، فدبت الخلافات بينه وبين أشرف مروان وذات مرة كنت أسمع أشرف مروان يناديه بصوت عال وهو نائم (يا حسني)، وكان لا يناديه بلقبه مما يدل علي قوة أشرف مروان، وظل أشرف يدعو السادات ويحكي له عن منصور حسن لتعيينه في العلاقات العامة، فقام السادات بتعيين منصور حسن وزير الدولة لشئون رئاسة الجمهورية، ومن بعدها بدأ يظهر منصور حسن بشكل مستمر ودوري في كل مقابلات الرئيس السادات أثناء زيارته للوفود الخارجية والداخلية وبدأ نجم حسني مبارك يأفل.
وظهر تقرير للمخابرات يفيد بأن علاقات مصر والسعودية ليست علي ما يرام بسبب السادات، وإنما لو جاء شخص مثل حسني مبارك لتحسنت العلاقات بين الدولتين سياسياً واقتصادياً، وهذا التقرير أساساً تقرير للمخابرات السعودية تم تسريبه لمصر بواسطة المخابرات الإيطالية، وكان لكمال أدهم مدير المخابرات السعودية وكان صديقا لأشرف مروان يد في وصول هذا التقرير لمصر فذهل السادات وقال إن حسني مبارك بيلعب، فجاء في ذهنه أن يعين نائبا آخر له غير مبارك، وكان منصور حسن الأقرب لذلك، وعرف محمد حسنين هيكل بهذا الأمر فطلب من رئيس جريدة الحوادث اللبنانية نشر تقرير بعنوان (منصور حسن الرجل القادم في مصر) وكذلك الواشنطن بوست وعلم حسني بالأمر فذهب إلي المنزل وقدم استقالته، وكان هيكل لا يحب حسني مبارك حيث كانت هناك خلافات بينهما وتفاقم الخلاف بعد اصرار مبارك علي أن يكون هيكل واحداً من معتقلي سبتمبر، وهذا سر العداء الشديد بينهما حتي الآن وهذا السر لا يعرفه إلا قلة.
ما الذي حدث وجعل السادات يعدل عن تنفيذ مخططه؟
عندما ذهب السادات للمنطقة الشمالية، وجلس مع ضباط القوات المسلحة شعر بتعاطفهم مع حسني مبارك، واستشعر السادات شيئاً ما فقرر أن يعيد حسني مبارك إلي منصبه كنائب، فذهب إليه في منزله وطلب منه سحب الاستقالة وفي المقابل اشترط حسني إلغاء القرار 119 الذي كان ينص علي أن (بوستة) رئيس الجمهورية تعرض عليه من خلال منصور حسن، ووافق السادات علي ذلك فقام بتعديل وزاري من سطر واحد بإلغاء منصب وزير الدولة لشئون الرئاسة، وعرض علي منصور حسن منصب وكيل مجلس الأمة تمهيداً لتعيينه رئيساً للوزراء، ورفض منصور العرض واعترض منصور حسن علي قرار سبتبمر 81 وعلي إثره سافر منصور إلي لندن وبدأ حسني مبارك يتمكن حتي حادثة المنصة.
وكانت لدي حسني عقدة من السادات، بسبب ما كان ينوي عليه السادات من تعيين منصور حسن وكمال علي حسن نائبين له لكي يحدث توازن مع القوات المسلحة، ولكن القدر منعه من ذلك ومن هنا جاءت عقدة مبارك من السادات لأنه كان يعلم جيداً أنه كان ينوي التخلص منه وبعد وفاة السادات أصبح حاقداً علي كل أهله وأصدقائه.
ترددت في كثير من الأحيان أنباء وتقارير تفيد بتورط حسني مبارك في صفقات سلاح وحصوله علي عمولات من ورائها ما هي معلوماتك فيما يخص هذا الشأن؟
بعد وفاة السادات مباشرة الصحف الأمريكية نشرت أن هناك عمولات يتقاضاها حسني مبارك وأبوغزالة وحسين سالم، وذكرت الواشنطن بوست أرقام الحسابات الخاصة بهم في البنوك، وثار حسني مبارك ثورة عارمة وقال: (أنا حسني مبارك لم أفعل ذلك).
ولكن حقيقة الأمر أنه في يناير 1973 جاءني صديق اسمه المهندس صلاح العبد وقال لي: (يوجد عرض لصفقات سلاح بواسطة البسيوني عبدالرحمن وبعدها جاءني ياسين سراج الدين والشربتلي والشوبكشي وبسيوني عبدالرحمن وضابط يدعي كمال حسين وبحوزتهم حقيبتان احداهما بها عينة سلاح كتلة غربية وأخري سلاح كتلة شرقية).
الكتله الغربية كانت قادمة من جنرالات حلف الأطلنطي يسرقونها ويبيعونها لحسابهم وأعطوني اسماءهم وتليفوناتهم ومستعدين لتسليم الأسلحة قبل الدفع في المكان والزمان الذي يختاره السادات وقالوا أبلغ السادات ان عمولتك سنضعها في البنك الذي تريده وبنفس النسبة التي كان يأخذها عبدالناصر كما تعلم، وبعدها كلمت السادات في التليفون وطلب مني الذهاب إليه في اليوم التالي بمفردي وأخذت معي الحقيبتين، واتفقنا علي أن أذهب إلي أوروبا لإتمام الصفقة في حضور المشير أحمد إسماعيل وانفردت بالسادات وسألته عن عمولة عبدالناصر في الأسلحة وعمولته قال (صح يا محمود هم بيتكلموا صح عبدالناصر كان بياخد وأنا باخذ بس كان بيحطها في حساب سري ببنك في سويسرا ولكن لا يعطيها لزوجته وأولاده وإنما كان ينفق منها في أمور خاصة بالأمن القومي للبلد).
أما بخصوص قضية حسين سالم ومبارك فقد تم تأسيس شركة نقل أسلحة المعونة في أمريكا لمصر، وشاركهم في هذه الشركة عصمت السادات ومنير ثابت وأبوغزالة وهي الشركة التي عرفت فيما بعد بالأجنحة البيضاء واختلفوا وحدث لغط كثير وبدأت العملية تنكشف وخرج عصمت من هذه الشركة.
والحقيقة أن السادات كان علي علم بقيام هذه الشركة، ولكن كان هناك رجل خفي في هذه الشركة لم يتحدث عنه أحد قبل ذلك وهو فاروق أبوالعز الملحق العسكري بلندن وابن خالة سوزان مبارك، كان شريكا أساسياً في هذه الشركة اضافة إلي عصمت شقيق الرئيس السادات ومبارك، حصل بالتأكيد من وراء هذه الشركة علي مليارات الدولارات من العمولات، ولكن لم يضعها في خدمة الأمن القومي كما فعل عبدالناصر والسادات ولكن وضعها في خدمة مصالحه الشخصية، وكان هذا أحد أسباب الخلاف مع عصمت السادات بسبب كثرة الأخير انتقاد مبارك.
ومرة أثناء إحياء ذكري رحيل السادات من أمام قبره وكان حاضراً مبارك (بصق) في وجه عصمت وطلب منه عدم الهجوم مجدداً، وهذا ما حدث أيضاً مع السيدة جيهان السادات عندما هاجمت مبارك في صحيفة أمريكية فذهب إليها في المنزل ووبخها وقال لها (أنتم عصابة).
باعتبارك كنت واحداً من الإخوان.. ما قصة مبارك مع الإخوان المسلمين؟
ما لا يعرفه أحد أن الرئيس السابق كان إخوانياً، وهذا ما ذكره بنفسه في خطبة مذاعة اعترف بأنه عندما كان طالبا بالمرحلة الثانوية بمدرسة شبين الكوم انضم لجماعة الإخوان المسلمين قائلاً: (كنت أواظب علي حضور دروسها وتنظيماتها وتركتها عند دخولي الكلية الحربية).
أما بعد توليه الرئاسة لم يعد يطيقها وكان دائماً المشير أبوغزالة يلح في مسألة عودة الجماعة إلي العمل، وللعلم كان أبوغزالة طوال عمره محباً للإخوان، وعرض علي حسني عودة عمل الإخوان ولكنه رفض حتي لا يغضب الأمريكان، وقال مبارك لأبوغزالة (هات موافقة الأمريكان، وإذا وافقوا نجعلهم يعودوا)، وأبوغزالة رفض الاتصال بالأمريكان وطلب مني أن أقوم بهذه المهمة دون ذكر اسمه وبالفعل اتصلت بالأمريكان ولكنهم رفضوا ومن يومها تم غلق هذا الأمر نهائياً.
ماذا تعرف عن سوزان مبارك والدور الذي لعبته في حكم مصر؟
عندما تولي مبارك رئاسة مصر رفع شعارا غريباً، وهو حرم الرئيس تتفرغ للمنزل والأولاد ولا تظهر في التليفزيون.
وذات مرة جاء أحد الرؤساء لزيارة مصر، وكان معه زوجته وذهب مبارك لاستقباله ولكن الرئيس الضيف أصر علي أن تكون حرم مبارك موجودة في استقبال زوجته، وهنا خضع مبارك لهذا الأمر ووافق علي حضور سوزان، وطلب من المصورين عدم تصويرها نهائياً، وبالصدفة تم تصوير ذيل الفستان وظهر في النشرة الإخبارية بعدها غضب مبارك غضباً شديداً وطلب عدم ظهور ذيل الفستان في النشرة الإخبارية وهذا ما حدث بالفعل.. ولكن بعدها أصبحت سوزان هي الآمر الناهي داخل مصر.
معني كلامك أن مبارك كان محافظاً جداً في بداية حياته؟
مبارك كان في بدايته (قفل ومافيش واحدة من الستات كانت ترضي تبصله)، ولكن أثناء الفترة التي عايشته فيها لم أره يصلي نهائياً وكان بعيدا كل البعد عن الدين، كما أنه كان دائماً ما يحب شرب الخمور وكان يذهب بصحبة المشير أبوغزالة إلي شقة الأخير في مصر الجديدة وكان يطفئ أنوار الشقة حتي لا يعرف أحد سرهما وكانا يشربان هناك ومبارك كان يفضل (الفوتيكا) من أنواع الخمور.
دائماً ما ارتبط عصر الرئيس المخلوع بالتزوير كيف تري هذا الأمر؟
سوف أحكي لك قصة تؤكد أن حسني مبارك كان علي دراية بكل ما يحدث حوله من عمليات تزوير وأنها كانت تتم بأمر منه.
عندما تولي حسني مبارك الرئاسة طلب من فؤاد محيي الدين رئيس مجلس الوزراء تعيين رفعت المحجوب وأحمد كمال أبوالمجد بمجلس الشعب، وكان يهدف حسني من تعيين أبوالمجد ليكون رئيساً لمجلس الشعب، ولكن فؤاد محيي الدين كان متطلعاً لرئاسة مجلس الشعب فرئاسة الوزراء لن تستمر طويلاً واستشعر فؤاد الخطر من أبوالمجد فأسقط اسمه وتم اختيار رفعت المحجوب.
وعندما ذهب حسني مبارك أثناء اجتماع الهيئة البرلمانية للحزب لإعلان اسم رئيس مجلس الشعب وقال حسني نحن هنا اليوم من أجل تعيين رئيس مجلس الشعب متسائلاً أين رفعت المحجوب؟ فلبي المحجوب النداء ورد مبارك عليه مبروك يا رفعت نحن عيناك رئيساً لمجلس الشعب، وصفق الحضور وباركوا وفجأة قام عضو معارض عن دائرة بني سويف وقال لمبارك: لم تجر العادة إطلاقاً أن يكون رئيس المجلس من المعينين ولابد أن يكون من المنتخبين، وقام حسني مبارك واضعاً إحدي يديه علي جبتهه ملوحاً بها قائلاً: (نعم يا اخويا هو انتم فاكرين انكم جايين بالانتخاب كلكم معينين زورنالكم الانتخابات بعد اختيارنا لكل عضو فيكم أقعد)، وكان هذا الحديث علي الملأ.
أخيراً كيف كانت علاقة مبارك بوالديه وأهل بلدته؟
ذات مرة طلب مني المستشار فكري عبدالحميد وكان محافظاً للمنوفية، وكنت علي علاقة صداقة قوية به حضور مشهد تاريخي وقال لي أنا سأدعو حسني مبارك لزيارة الفصل الذي كان يدرس فيه في مدرسته شبين الكوم الثانوية، وقال: بحثنا عن مدرسية ووجدنا اثنين فقط علي قيد الحياة وطلب مني الذهاب إلي هناك لأشاهد هذا الموقف فقلت لعبدالحميد مبارك لن يوافق علي الذهاب إلي هناك وستلغي الزيارة فرد عبدالحميد لماذا سيلغيها؟ فقلت له مبارك شخص جاحد لأهله وحكيت له قصة مفادها أنه كان لي خال اسمه سيد نصار مدرس رياضيات بمدرسة شبين الكوم الثانوية وكان يدرس لحسني مبارك ومن سوء الحظ أن خالي كان لديه ابن يسمي محمد حسني اسم مركب علي نفس اسم الرئيس وخالي كان يرفض جلوس مبارك بجوار ابنه ويقول له انت طالب بليد ولا تجلس بجوار ابني حتي لا تبهت عليه وكان دائماً يعنف مبارك ويطلب منه أن يقف في آخر الفصل ويرفع يديه طوال حصة الرياضيات وظل هذا طوال العام.
في النهاية ممكن يكون الكلام صح أو غلط معرفش بس كل إلي أعرفه إن مبارك كان أسوأ رئيس مسك مصر، ممكن يكون إلي قبليه كانوا سيئيين زايه بس القدر معطلهمش الفرصة إنهم يقعدوا على الكرسي مدة مبارك!!!!.
بس المشترك إن كل سيء بييجي واحد أسوأ، و في الأخر الشعب بيتعك في الموضوع كله، و الأغرب إن الشعب لم يختار له رئيس!!!.